أثبتت نجاحها بين عروض الطفل في العيد «حسان والأميرة أشجان» رؤية ناجحة لرسالة واضحة
نايف الشمري
من النادر جدا ان تحظى مسرحية اطفال باقبال جماهيري كبير، ومن النادر جدا ان نرى مسرحية طفل في العيد مكتملة الاركان من حيث عناصر العرض المسرحي والنجاح الجماهيري الساحق، نظرا الى أن اغلب مسرحيات الطفل في العيد هدفها الربح المادي بالدرجة الاولى، دون الاهتمام بالرسالة التي يجب ايصالها الى عقل وتفكير الطفل، لذلك نجد ان اغلب منتجي مسرحيات الطفل لا يفكرون بالقيمة والهدف المعنوي بقدر تفكيرهم بالمادة والكسب السريع، فنراهم يقدمون لنا قصصا تاريخية من الاساطير ويقومون باعدادها بشكل عشوائي واضافة بعض اللوحات الغنائية عليها، ويضحكون من خلالهاعلى اذقان الاطفال.
كسر القاعدة
المنتج ياسر العماري استطاع ان يكسر القاعدة حين افتتح عروض مسرحيته «حسان والاميرة اشجان» اول ايام عيد الفطر، ولاقت المسرحية اقبالا جماهيريا كبيرا من قبل الاطفال لكونها تحمل فكرة وهدفا ورسالة واضحة اراد المؤلف كاظم الزامل ايصالها الى الطفل.
لقد وفق المنتج ياسر العماري باختيار نجوم لهم جماهيرية كبيرة لدى الاطفال وعلى رأسهم المذيعة مشاعل عقيل التي اكتسبت جمهورا كبيرا من شريحة الاطفال لكونها مذيعة متخصصة في برامج الاطفال على شاشة «الراي» من خلال برنامجها الشهير «استديو الابطال» كذلك وفق العماري باختياره لزميلها المذيع عبدالله مال الله.
إلى جانب المذيعة ندى فاضل، عماد العكاري، مطرب ستار اكاديمي7 سلطان الراشد، عبدالعزيز الاسود والمذيع نواف القطان.
رؤية إخراجية
يحسب ايضا للمنتج العماري اختياره للفنان والمخرج منصور حسين المنصور الذي استطاع اخراج النص ببراعة تامة، على الرغم من انه ايضا شارك كبطل في العرض، لكن هذا لم يعقه من طرح رؤية اخراجية جاءت ملائمة ومناسبة لاجواء المسرحية.
من يشاهد مسرحية «حسان والاميرة اشجان» ترجع به الذاكرة الى الوراء قليلا، ويتذكر جيدا مسرحيات الطفل التي قدمتها في السابق رائدة مسرح الطفل الكاتبة عواطف البدر والفنان منصور المنصور، حيث نلاحظ الروح نفسها، وكيف لا والمنتج ياسر العماري يعتبر من خريجي مدرسة عواطف البدر في مسرح الطفل، وشارك معها في اغلب مسرحياتها القديمة، كذلك المخرج الشاب منصور حسين المنصور فهو من اسرة فنية عريقة، فكيف لا يتأثر بأعمال عمه المخرج منصور المنصور، لكن ببصمته ورؤيته الخاصة بالعرض.
الخير والشر
لدى متابعتنا للعرض شعرنا كأننا امام مسرحية طفل اكاديمية وتربوية من الدرجة الاولى، لكون المخرج منصور حسين استطاع ان يضع خبرة وعصارة افكار دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية بعرض «حسان والاميرة اشجان»، رغم ان القصة والفكرة بسيطتان للغاية، فالقصة باختصار تحكي عن الصراع ما بين الخير والشر، حسان واشجان يشكلان جانب الخير وافراد العصابة يحاولون النيل منهما، لكن كان للرؤية الاخراجية دور كبير للغاية في اضافة عنصري الابهار والتشويق في العرض.
ان ابتعاد عرض «حسان والاميرة اشجان» عن الجو المدرسي المباشر الذي غالبا ما يشعر الاطفال بالملل، اعطاه قيمة ونكهة خاصة، وهي نقطة تحسب لمصلحة المخرج المنصور، الذي استطاع كسر الرتابة والملل، وركز على عناصر الابهار التي تشد الطفل اكثر من غيرها، فوجدنا الاضاءة والازياء والديكور في اجمل حالة واجمل تصميم، كذلك الموسيقات والاغاني التي كتبها الشاعر الشيخ دعيج الخليفة الصباح ولحنها محمد الشطي اضافت الى العرض المسرحي الكثير واعطته جمالا.
كلمات مهذبة
الجميع يعي تماما ان عروض مسرح الطفل تمتاز عن سواها بأهمية تظافر القيم الفنية والتربوية، والابتعاد عن المسرح المدرسي المباشر، ولا نقصد هنا ان تصل الى مستوى الشارع، بل بالمحافظة والدقة في اختيار المصطلحات والكلمات التي لا تخدش الحياء، وهذا بالفعل ما تحقق في عرض «حسان والاميرة اشجان» حيث احترم الابطال جمهورهم من خلال حسن اختيارهم للمفردات المهذبة التي اضفت متعة على العرض المسرحي.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=17092010