لا يزال حادث محمود شكري ورامي الشمالي يأخذ
الحيز الأكبر لدى الجمهور وكذلك في الإعلام العربي. والسؤال الذي ينتظر الجميع
الإجابة عليه: من كان يقود السيارة حين وقع الحادث؟! علماً أن الإجابة مهما كانت،
لن ترد رامي إلى أحضان والدته، ولن تعيد صحة محمود شكري... ولكن الإجابة الحقيقية
ستبقى بين محمود ورامي، ولغاية اليوم يبدو أن العقاب الحقيقي سيكون ربانياً فقط...
«لها» التقت كوليت الشمالي والدة رامي، ومحمود شكري وكانت بعض هذه الإجابات على
أسئلة عديدة تطرح من القراء...
منّك لربّك يا محمود شكري!- كيف مرّت الأشهر الخمسة على وفاة
رامي؟5 أشهر أو 5 سنوات أو عمري كلّه... لا شيء سيتغيّر ولن أستطيع
وصف شعوري يوماً. لا أذكر سوى أنّني معه وهو معي وضحكته لا تفارق قلبي. فراقه صعب
علينا جميعاً ولن يستطيع أحد استيعاب ما نواجه يوميّاً أو يتخيّل مدى عمق الحزن
الذي بداخلنا. رامي ترك أثراً كبيراً جدّاً في قلوب الكثيرين ومعظمهم لم يعرفوه سوى
من خلال الشاشة الصغيرة، فماذا عنّي أنا وقد أنجبته وربّيته وهو إبني من لحمي ودمي؟
ماذا عن أشقّائه وأصدقائه الذين كبروا معه واتّكلوا عليه سنداً؟!
- إلى ماذا تشتاقين؟ وهل خفّ الجرح
قليلاً؟اشتقت إلى كلّ شيء فيه، اشتقت لطيبته وإلى قلبه الحنون، اشتقت
إلى غمره، إلى وجوده بقربي يمازحني لنضحك معاً. لن أستطيع يوماً قول كلمة تفيه
حقّه، هو مختلفٌ بإيمانه وصلاته ومحبّته. إنّني أشعر بالإرتياح والأسى معاً عندما
أسمع صوته في الشريط يرنّم كلّ يوم. كانت دموعي تنهمر لدى سماع تراتيله وأشعر
بالحزن والإختناق، واليوم بتّ أسمعه على مدار الساعة وأشعر بوجوده القويّ وأحياناً
أقتنع أنّه خارج البيت وأنتظر عودته. كنت أظنّ أنّ الوقت كفيلٌ ببلسمة الجراح ولكن
اشتياقي إليه اليوم يزداد أكثر فأكثر.
- ما الذي أجّلت قوله لرامي وبقي غصّةً في
قلبك؟تتنّهد وتقول: «أوف في كتير!»، لم أستطع أن أجلس مع إبني ولو
لخمس دقائق منذ خروجه من الأكاديميّة لأنّ المنزل لم يخلُ من المحبّين والمهنّئين.
كان واثقاً من نفسه كثيراً ولكنّه فوجئ جدّاً بعدد الناس الذين أحبّوه وقد رأيت
الفرحة في عينيه فتركته يستمتع بها، وغَدت فرحتي من فرحته وكنت واثقة أنّ كلّ هذه
«الهيصة» ستخفّ مع الوقت وسأستطيع أن أجلس معه مطوّلاّ في ما بعد ولكنّ القدر كان
أسرع منّي.
- ما الذي تقومين به للتخفيف من وطأة
الذكريات؟لا أستطيع تحريك ساكناً، أنا دائمة التفكير برامي ومهدودة
الحيل، انا التي كنت أملك نشاط الأمّ والأب في أعمال المنزل وعملي الخاصّ، حتّى إذا
حاولت الطبخ لأولادي أو القيام بواجباتي المنزليّة أعود إلى الغوص في ذكرياتي
ولحظاتي معه. أكون جالسةً والناس من حولي يتكلّمون محاولين مواساتي وأنا في عالمٍ
آخر تماماً.
- ماذا عن أشياءٍ يحبّك رامي أن
تفعليها؟لا أقدر أن أُحزنه وفي الوقت عينه أنا غير قادرة أن أجعله
سعيداً، فهو يحبّ أن يراني سعيدة وأن أهتمّ بمظهري وشكلي وكنت أقوم بذلك سابقاً فقط
من أجله. وأنا الآن غير جاهزة أبداً ولا أتخيّل نفسي قادرة على ذلك أبداً.
- هل تذكرين رامي في
صلواتك؟إيماني بالله كبير وثقتي به عمياء.كنت قد مررت بتجربة الموت
سابقاً، فقد فقدت والدي وزوجي ولكنّ فقدان رامي مختلفٌ تماماً وأنا لم أعد قادرة
على الصلاة كما عهدني ربّي. وأنا لم أتوقّف عن الصلاة يوماً ولكنّ طريقتي في الصلاة
قد تغيّرت. ولكن الحمداللّه أنا ما زلت أصلّي وأتضرّع إلى الله كي يرحم رامي
ويرحمنا جميعاً. رامي عاش حياته يمجّد ربّه ويرتّل له وللناس في الكنيسة فكيف لي
أنا والدته ألاّ أتابع صلواتي لله، لن أقبل بذلك طبعاً كما أنّ رامي لن يكون سعيداً
بذلك.
- هل عدت إلى العمل من جديد؟ما
زال لدّي ناجي وشادي وعليّ أن أعيلهم وأكمل تربيتهم ولذلك أنا أحاول قدر الإمكان أن
أعمل من جديد، فمنذ 20 يوماً تقريباً عدت إلى بيع الثياب بعد إصرار إخوتي محاولين
إقناعي بأنّني أموّه عن نفسي قليلاً ولكنّهم لا يعلمون أنّ لا شيء سيجعلني أتوقّف
عن التفكير برامي. تعوّدت ألاّ يعوزني شيء وأن أعيل عائلتي بنفسي وأن أتّكل على
ربّي فقط وهذا ما سأفعله وهكذا سأكمل المشوار.
- هل يمكن أن تفتحي متجراً لبيع الثياب كما
رغب رامي؟من الممكن جداً، ولكن في البداية سأنتظر إشارة من ابني لفتح
المتجر وعند ذلك سأفتحه بالتأكيد.
- وماذا ستطلقين إسماً عليه؟لم
أقرر بعد، ولكنّه بالتأكيد شيءٌ يخصّ رامي