[color=red]استهلال
[size=24]يحار العقل والقلم ويعجزان عن التحدث عن حبيب الله وصفيه وخليله وكليمه صلى الله عليه و سلم، فمن يستطيع أن يحيط بحياة مليئة لحظاتها جميعها بأحداث حار فيها من عايشها وعاشها، وتأثر به كل من رآه، فحاول كفار قريش بكل ما أوتوا من دهاء ومكر أن يوقفوا النار المشع من الذات الشريفة، فمنعوا أزواجهم وأبناءهم وعبيدهم من ملاقاة حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم، بل حتى حجيج مكة، كانوا يتلقونهم ويحذروهم من "سحر محمد".
فقد روى الحاكم بإسناد صححه، أن أبا جهل قال لحبيبي صلى الله عليه وسلم:
إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئتَ به، فأنزل الله تعالى ﴿ فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون﴾ . وفي رواية لابن أبي حاتم، قال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لَنبيٌّ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا؟! وتلا أبو زيد (الراوي) الآية السابقة، فكان يعرف صدق ما جاء به حبيبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه استكثر على نفسه أن يتبعه. وتروي كتب السيرة أنه لما ازداد أمر حبيبي النبي عليه الصلاة والسلام ظهورا زاد شوق الناس لسماع القرءان، حتى أن أشد خصوم حبيبي النبي صلى الله عليه وسلم بدؤوا يسألون أنفسهم: أحقا أنه يدعو إلى الدين القيم وأن ما يعدهم وينذرهم هو الصحيح؟
وحملهم هذا التساؤل على التسلل ليلا لسماع القرءان:
خرج أبو سفيان بن حرب, وأبو جهل عمرو بن هشام، والأخنس بن شريق ليلة ليستمعوا إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فأخذ كل واحد مجلسا يستمع فيه وكل منهم لا يعلم بمكان صاحبه، وكان حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم يقوم الليل إلا قليلا، يرتل القرءان ترتيلا، وهم يسمعون آيات الله، فتأسر قلوبهم ونفوسهم، ويظلون ينصتون حتى الفجر،فتفرقوا عائدين إلى منازلهم، فجمعهم الطريق فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأضعف ذلك من أمركم، ولنصر محمدا عليكم. فلما كانت الليلة الثانية، شعر كل واحد منهم في مثل الموعد الذي ذهب فيه أمس، كأن رجليه تحملانه من غير أن يستطيع امتناعا ليقضى ليله حيث قضاه أمس، وليستمع إلى حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم يتلو كتاب ربه، وتلاقوا عند عودتهم مطلع الفجر وتلاوموا من جديد، فلم يحل تلاومهم دون الذهاب في الليلة الثالثة، فلما أدركوا ما بهم لدعوة حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم من ضعف، تعاهدوا ألا يعودوا لمثل فعلتهم فأقلعوا عن الذهاب لسماع حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومشهد آخر ممن سبقت له الحسنى، ودخل في سلك السعداء،
قال ابن هشام: "وحدثني أن فضالة بن عمير بن الملوح الليثي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح؛ فلما دنا منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضالة؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله ؛ قال : ماذا كنت تحدث به نفسك؟
قال: لا شيء، كنت أذكر الله؛ قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: استغفر الله، ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه؛ فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه" .
وقد ارتأينا أن نبدأ بهذه الأحاديث الشريفة التي تبين فضله على جميع الخلائق صلى الله عليه و سلم: انسهم وجنهم: أولهم و آخرهم، مؤمنهم و كافرهم؛ بل له فضل على جميع المخلوقات من حيوان ونبات وجماد، بل أكثر من ذلك، ولك أن تعجب أن فضله صلوات ربي وسلامه عليه حتى على الأنبياء المرسلين والملائكة المقربين، عسى أن نوفي بعض حقوقه علينا، ولن نستطيع أن نوفيها.
فاللهم أد علينا شكر نعمة حبيبك محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لأن أفضل نعمة بعد نعمة محبة الله تعالى هي نعمة محمد صلى الله عليه و سلم على الإطلاق وكفى بها من نعمة.
فماهي افضاله على سائر خلق الله تعالى؟
من مواضيع : محسن حين تغمر الدعابة حياتنا الأسرية
ما أفلحت أمة على مر التاريخ عندما قلت أهمية الوقت في حسابها
حول القران ندندن
استراحات واسترخاءات
مع القرآن
__________________