شــرح دعـــاء الاســـتـــفـــتـــاح
لـــلـــشـــيـــخ ابـــن عـــثـــيـــمـــيـــن:
" سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك " [ رواه أبو داود ] هذه جملة تتضمن التنزيه والإثبات.
" ســـــــبـــــــحـــــــانـــــــك " :
ومعناه: تنزيهاً لك يارب عن كل نقص، والنقص إما أن يكون في الصفات، أو في مماثلة المخلوقات، فصفاته التي يتصف بها منزه فيها عن كل نقص. يتصف بالعلم الكامل، وبالحياة الكاملة، وبالسمع الكامل، والبصر الكامل...
وهكذا جميع الصفات التي يتصف بها هو فيها منزه عن النقص، كذلك منزه عن أن يوصف بصفة نقص محضة مثل أن يوصف بالعجز أو الظلم، أو ما أشبه ذلك ومنزه عن مماثلة المخلوقات.
إذن يـــنـــزه الـــلـــه عـــن ثـــلاثـــة أشـــيـــاء:
1: عن النقص في صفات الكمال.
2: عن صفات النقص المجردة عن الكمال.
3:عن مماثلة المخلوقين.
" وبـــــــحـــــــمـــــــدك " :
أما الحمد فهو وصف المحمود بالكمال، الكمال الذاتي والفعلي، فالله سبحانه وتعالى كامل في ذاته، ومن لازم كماله في ذاته أن يكون كاملاً في صفاته، كذلك في فعله، ففعله دائر بين العدل والإحسان لا يمكن أن يظلم.
إما أن يعامل عباده بالعدل، وإما أن يعاملهم بالإحسان، فالمسيء يعامله بالعدل. { وجزاء سيئة سيئة مثلها } [ الشورى: 40 ] . والمحسن يعامله بالفضل: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }[ الأنعام: 160 ] ، ومن كان فعله دائراً بين هذين الأمرين العدل والفضل، فلا شك أنه محمود على أفعاله، كما هو محمود على صفاته.
إذن جمعت بين التنزيه والكمال في قولك: " سبحانك اللهم وبحمدك "